دمعة و ابتسامة



من أجمل ما قرأت للأديب جبران خليل جبران


أنا لا أبدل أحزان قلبي بأفراح الناس ولا أرضى أن تنقلب الدموع التي تستدرها الكآبة من جوارحي وتصير ضحكاً.
أتمنى ان تبقى حياتي دمعة وابتسامة : دمعة تطهر قلبي وتفهمني أسرار الحياة وغوامضها , دمعة أشارك بها منسحقي القلب , وابتسامة تكون عنوان فرحي بوجودي .


أريد أن أموت شوقاً ولا أحيا مللاً ,أريد أن تكون في أعماق نفسي مجاعة للحب والجمال لأني نظرت فرأيت المستكفين أشقى الناس وأقربهم من المادة , وأصغيت فسمعت تنهدات المشتاق المتمني أعذب من رنات المثاني والمثالث .


يأتي المساء فتضم الزهرة أوراقها وتنام معانقة شوقها , وعندما يأتي الصباح تفتح شفتيها لأقتبال قبلة الشمس , فحياة الأزهار شوق ووصال , دمعة وابتسامة .


تتبخر مياه البحر وتتصاعد ثم تجتمع وتصير غيمة وتسير فوق التلال والأودية حتى إذا مالاقت نسيمات لطيفة تساقطت باكية نحو الحقول وانضمت إلى الجداول ورجعت إلى البحر موطنها .


حياة الغيوم فراق ولقاء , دمعة وابتسامة . كذا النفس تنفصل عن الروح العام وتسير في عالم المادة وتمر كغيمة فوق جبال الأحزان وسهل الأفراح فتلتقي بنسيمات الموت فترجع إلى حيث كانت : إلى بحر المحبة والجمال , إلى الله..............


نظرت تلك الساعة نحو الطبيعة الراقدة وتأملت ملياً فوجدت فيها شيئاً لا حد له ولا نهاية . شيئاً لايشترى بالمال .وجدت شيئاً لا تمحوه دموع الخريف ولا يميته حزن الشتاء . شيئاً لا توجده بحيرات سويسرا ولا منتزهات إيطاليا .وجدت شيئاً يتجلد فيحيا في الربيع ويثمر في الصيف .وجدت فيها المحبة ....................