السؤال: ما حكم سماع المعازف؟
الإجابة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالحكم الشرعي في المعازف على ما ذهب إليه جماهير العلماء هو التحريم؛ لما ثبت من النصوص الكثيرة الناهية عنها، ومن ذلك:
1 - قوله صلى الله عليه وسلم: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف" (رواه البخاري في صحيحه معلقاً بصيغة الجزم).
2 - قوله صلى الله عليه وسلم: "صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة"
وهو حديث صحيح، وقال ابن تيمية: "هذا الحديث من أجود ما يحتج به على تحريم الغناء، كما في اللفظ المشهور عن جابر بن عبد الله: "صوت عند نعمة: لهو ولعب، ومزامير الشيطان" فنهى عن الصوت الذي يفعل عند النعمة، كما نهى عن الصوت الذي يفعل عند المصيبة...
3 - قوله عليه الصلاة والسلام: "إن الله حرم الخمر والميسر والكوبة، وكل مسكر حرام" (رواه أحمد وأبو داود والبيهقي)، والكوبة: الطبل.
بل إن بعض أهل العلم نقل الإجماع على القول بالحرمة، ومن هؤلاء أبو الطيب الطبري والقرطبي وابن رجب الحنبلي وابن الصلاح وابن حجر الهيتمي وغيرهم.
.. عليه فالواجب على كل مسلم اجتناب المعازف -صناعة أو سماعاً أو ترويجاً-، ولا يغرنك كثرة الواقعين في هذا المنكر حتى ظنه البعض قربة يتقرب بها إلى الله! وقد اشتد نكير أهل العلم على سامعي المعازف حتى عدّوا ذلك عيباً ترد به الشهادة.
- قال ابن فرحون المالكي رحمه الله في (تبصرة الحكام): "ولا تقبل شهادة من يسمع الطنابير والمزامير".
- ونص الشافعي رحمه الله على الحكم بالسفه على من يفعل ذلك.
- ولما سئل مالك رحمه الله عن الغناء قال: "إنما يفعله الفساق عندنا".
- وقال أبو حنيفة رحمه الله: "سماع الغناء فسق والتلذذ به كفر".
وقد اقسم عبد الله بم مسعود ان معنى قوله تعالى : :" ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم " هو الغناء والمعازف
ومن الآثار الواردة عن الصحابة _رضي الله عنهم_ في بيان تحريم ذلك: قصة نافع _رحمه الله_ مولى ابن عمر _رضي الله عنه_، قال: " سمع ابن عمر مزماراً، قال: فوضع إصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئاً؟ قال: فقلت: لا، قال: فرفع إصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي _صلى الله عليه وسلم_ فسمع مثل هذا، فصنع مثل هذا " (صحيح أبي داود)
نسأل الله أن يغير ما بنا وأن يتوب علينا.